سعدون العواجي

أن يفقد أب ولديه دفعة واحدة أمر من الصعب تحمله ولكن هذا ماحدث مع سعدون العواجي شيخ "ولد سليمان " وهو فخذ من قبيلة عنزه الوائلية العربية

عاش سعدون بن سليمان بن سعيد بن شعيل بن نومس بن دليم العواجي قبل أكثر من قرنين وكان شاعراً وفارساً وأميراً وقد أشتهر بين الناس بمواقفه البطولية وقصائده التي لا تمل ترجم بها مواقفه فأضحت سجلاً يؤرخ حياته إذ لم تكن قصائده من نسج الخيال بل كانت من صميم الواقع تؤرخ وتسجل الحوادث التي يمر بها الشاعر لتحفظها الأيام

وقد بقي سعدون العواجي أميراً لجماعته مدة طويلة ثم برز من أبناء عمومته رجل يدعى شامخ "لعله عم سعدون " نافسه على زعامة قبيلته حيث أنتزعها منه ولم يكتف بذلك بل بالغ في إهانة سعدون ولما كان للعواجي ولدان هما "حجاب،عقاب" عند أخوالهما فإنه بعث إليهما قصيدة يطلب نجدتهما فعادا ونصر أباهما وأعادا الأمور إلى نصابها والقصيدة مشهورة يقول سعدون من ضمنها

إسلم وسلم لي على عقاب وحجاب  ... سلم على مضنون عيني ليا الفيت

بالحال خص عقاب فكّاك الأنشاب ... ينجيك كان انك عن الحق عديت

قلّة ترى شامخ شمخ عقب ما شاب ... ياعقاب والله ذللوني وذليت

يا عقاب حطّ بثومة القلب مخلاب ... من العام من نوم العرب ما تهنيت

وعاد سعدون إلى مشيخته وخاض مع أبنائه المعارك التي تكللت غالبها بالنصر حتى ازدادت نفذه وتوسعت حدود مشيخته إلى أن جاءت إحدى المعارك التي أسفر ت عن المصيبة فقُتل عقاب وحجاب ودفنا في مكان يسمى الآن "أبرق الشيوخ" نسبة إليهما ومازال قبريهما واضحين حتى الآن وقال الأب المفجوع سعدون العواجي فيهما الكثير من المرثيات ومنها

ياونة ونيتها تسع ونات ... مع تسع مع تسعين مع عشرألوفي

على سيوف بالملاقى مهمّات ... سيفين أغلى ما غدا من سيوفي

ومن القصائد التي قالها بعد مرور ثماني سنوات من مقتل ولديه وهي في حفيده ولد عقاب الذي بدأ بالأخذ بثار أبيه

فاتت ثمان سنين والثار غادي ... مواكرك ياعقاب عقبانها صغار

عضود فرخك ما تجيد الهدادي ... سنه صغير ولا تمكن من الثار

واليوم يروي مرهفات الهنادي ... والخيل من فعله هزايم وعبّار

إلى عثا بمشمّرات الجوادي ... ياعقاب مثلك لاحمر الدم نثّار

انتهى